القطن المطري
مقــدمة:
بدأت زراعة القطن المطري في السودان في مناطق جبال النوبة في العشرينات من القرن الماضي وفي الاستوائية في عام 1948م، وفي جنوب النيل الأزرق عام 1952م، وفي منطقة سمسم بالقضارف في 1964م. أما في المجال البحثي قد تم إنشاء محطة كادقلي في عام 1935م، يامبيو عام 1948م، وتوزي عام 1952م، وأبو نعامة 1963م، ومحطة الدمازين عام 1990م. التقنتات الموصى بها للمحاصيل المطرية عامة والقطن خاصة كانت ثمرة جهود الباحثين في هذه المحطات. ولكن واقع الحال اليوم يوضح تراجعاً في المساحات المزروعة إذ بلغ مجملها في عام 2001/2002م فقط 20.600 فدان بينما كانت المساحة المزروعة في مؤسسسة جبال النوبة وحدها عام 1963/1964م هي340.000 فدان. بالرعم من ذلك فإن هنالك أهمية إستراتيجية للقطن المطري تتلخص في الآتي:
· إمكانية التوسع في زراعة المحصول أفقياً.
· إمكانية الزيادة رأسياً إذ إن متوسط الإنتاج ((50-25 كجم قطن زهرة/ فدان)) ضعيف
جداً.
· الأهمية الاقتصادية للقطن المطري كمحصول صادر تمشياً مع سياسة تنويع وتشجيع
الصادرات.
· يصحح آحادية التركيبة المحصولية في الزراعة الآلية المعتمدة غالباً على الذرة.
· قلة تكلفة الإنتاج إذ أن التوسع في زراعته لا يحتاج إلى بنيات الرى المستديمة.
· الميزة النسبية للأقطان المطرية في التسويق لخلوها من اللزوجة.
الأصـناف:
يزرع تجارياً صنفين من القطن المطرى حالياً هما :
· البار ((57)) 12 في منطقة جبال النوبة والإستوائية.
· أكرين في منطقة الدمازين والقضارف.
أيضاً تم إستنباط عدة أصناف لم تحظ باهتمام المؤسسات في التوسع بزراعتها وهي:
· الماك((80)) 15 ويعرف تجارياً بأكرين ((83)).
· شمبات ((س)) ويعرف تجارياً بالصنف نوبة((82)).
· أكالا ((M)) 93ويعرف تجارياً بالصنف نوبة((93)).
· سودان أكالا
إعـداد الأرض:
يهدف أساساً لإيجاد مهد ناعم للبذور ومكافحة الحشائش وتهيئة التربة لتخزين أكبر كمية من المياه. ونسبة لأن جذور القطن من النوع الوتدى فإن عمق الحراثة يجب أن يكون أعمق عن بقية المحاصيل مثل الذرة والسمسم ومن الآلات المناسبة لهذا الغرض بالنسبة للأراضي الصلبة استعمال المحراث الإزميلى(Chisel Plough) أو الدسك هارو إلى عمق 15-20 سم ثم تنعيم الأرض بواسطة الدسك العريض. لكن الممارسة المتبعة غالباً هي أن تتم حراثة الأرض بالدسك هارو قبل هطول الأمطار وذلك لمنع انجرافها وحفظها داخل التربة. عند وقت الزراعة يمكن استخدام الدسك العريض لازالة الحشائش النامية ودفن البذور.
طريقة الزراعة:
تستعمل الزراعات التى تزرع في خطوط (Row planters) بمسافة 90 سم بين السرابات على أن تسبق ذلك عملية إزالة الزغب من البذور ويمكن ذلك بطريقتين:
· الطريقة الكيميائية: وذلك بوضع البذور في حامض الكبريتيك المخفف وتجفيفها بعد إزالة الزغب.
· الطريقة الميكانيكية: وتتم بتمرير البذور بين الأسطوانات ذات خشونة مختلفة وهذه الطريقة تعتبر أقل تكلفة من الطريقة الكيميائية.
يجدر الذكر أنه توجد مثل هذه المعدات بمحالج المؤسسة الرهد الزراعية ( الفاو).
مواعيد الزراعة:
دلت نتائج البحوث المختلفة أن الزراعة المبكرة ( منتصف يوليو) تؤدى إلى أعلى إنتاجية وتنخفض هذه الإنتاجية بالتأخير في الزراعة وذلك بسبب توقف الأمطار وتعرض المحصول للعطش قبل نهاية الموسم عليه فمن الأفضل زراعة الأصناف المبكرة في المناطق ذات الأمطار القليلة نسبياً.
الكثافة النباتية:
دلت النتائج التى أجريت بمحطة بحوث توزى أنة يمكن الحصول على أعلى إنتاجية للقطن بزراعة 25-33 ألف نبات/ فدان وبفضل تقليل الكثافة النباتية تحت ظروف الأمطار القليلة وزيادتها في الزراعات المتأخرة.
وقد دلت المسوحات التى أجريت أن غالبية مناطق الزراعة المطرية تتم الزراعة فيها في سرابات المسافة بينها 90سم وبين النباتات 45سم بمعدل ثلاث نباتات في كل حفرة معدل البذور هو (9-11كجم/فدان) للقطن الغير مرغوب. فـي حالـة القطـن المرغب كيمائياً (5-6كجم/فدان) وميكانيكياً (6-8كجم/فدان).
التسميد:
نتائج جميع البحوث التى أجريت في تسميد القطن لم توضح فروقات معنوية للمعاملات التى شملت إضافة النيتروجين والفوسفات أو البوتاسيوم. عليه يفضل التسميد النيتروجينى فقط بمقدار (9-18 كجم/فدان) (½ ن إلى 1ن) في المناطق ذات الأمطار الغزيرة وعند الزراعة المبكرة فقط.
أساليب مقاومة الأمراض والحشرات والحشائش:
أولاً: طرق فلاحية عامة:
1- استعمال بذور خالية من الآفات الزراعية.
2- انتهاج دورات زراعية.
3- حراثة الأرض وتحضير المهد الجيد.
4- التخلص من بقايا المحصول وحرق المخلفات.
5- استعمال الأصناف المقاومة للآفات والأمراض.
ثانياً: الحشائش ومكافحتها:
إن الحشائش تتسب في عدة أضرار تتخلص في الآتي:
1- منافسة المحصول على الماء والغذاء والأرض والضوء.
2- تدنى قيمة المحصول.
3- تدنى قيمة الأرض.
4- زيادة تكلفة الإنتاج.
5- إعاقة العمليات الزراعية.
6- تعول كثير من الآفات الضارة.
أساليب مكافحة الحشائش:
هناك فترة حرجة بعد زراعة القطن ( طور البادرات) يجب أن يكون فيها خالياً من الحشائش وهى حوالي 4-6 أسابيع من الإنبات. لذلك يجب إزالتها بإحدى الطرق التالية:
1- العزيق اليدوي:
إزالة الحشائش يدوياً أو باستخدام المعاول وهي الأكثر شيوعاً في منطقة الزراعة الآلية. من ميزات هذه الطريقة إيجاد فرص عمل ولا تترك آثار جانبية كالتلوث ولكن من مثالب الحش اليدوي:
- عدم توفر الأيدى العاملة بالقدر المطلوب في الوقت المناسب
- يصعب التوقيت المناسب لظروف الخريف
- تقليب التربة يشجع إنبات بعض البذور داخل التربة
2- المكافحة الميكانيكية:
يقصد بها إزالة الحشائش قبل الزراعة بحرثها بالآلة للتخلص منها وتتم الزراعة بعد ذلك أما بعد الزراعة في سرابات فيمكن إزالة الحشائش بين الأشواط بواسطة الآلة مما يقلل من تكلفة الحش اليدوى.
3- المكافحة بالحريق:
أسلوب متبع في بعض مناطق الزراعة المطرية وفي مساحات محدودة في السنوات الأخيرة ويعتمد على وجود حشائش كثيفة يتم حرقها للقضاء على الحشائش وبذورها.
4- المكافحة الكيماوية:
تعتبر من أهم الطرق العملية للقضاء على الحشائش في الميعاد المناسب لصعوبة إجراء الحش اليدوي خاصة عند توالى هطول الأمطار بالإضافة إلى قلة الأيدي العاملة. يوجد العديد من المبيدات الموصى باستخدامها لمكافحة الحشائش في القطن في المشاريع المروية والمطرية. يجب الإشارة إلى ضرورة معرفة الحشائش السائدة في كل منطقة لاختيار مبيد الحشائش المناسب والذي يعطـي أفضل النتائج في مكافحتها.
إن الأسلوب المتبع للتخلص من الحشائش قبل الزراعة بتقليب الأرض بالدسك قبل الزراعة واستخدام المبيدات عند الزراعة يعطي أفضل النتائج إذا ماروعي التوقيت السليم لتطبيق العمليات الزراعية.
ينبغي رش المبيد بعد وضع البذور في الأرض مباشرةً مع مراعاة تغطية سطح الأرض بطريقة متجانسة يراعي فيها توزيع الجرعة المقررة على وحدة المساحة. ويمكن الحصول على أفضل النتائج إذا أستعمل مبيد حشائش بعد الزراعة مباشرة. كما أن المكافحة يمكن أن تتم عن طريق الرش الجوى.
مبيدات الحشائش الموصي بها:
إن مبيـدات الحشائـش الموصـي باستعماله للقطـن المطري كثـيرة الجدول التالي يبيــن أهمها:
المبيـــد
|
الجرعة للفدان (لتـر)
|
قول + دايرون
|
0.4+0.2
|
رونستار + دايرون
|
1.2+0.2
|
إستومب + دايرون
|
1.2+0.2
|
ثالثاً: أمراض القطن وظرق مكافحتها:
يتعرض القطن بعد إنباته مباشرة للأمراض التى تصيب البادرات إذا كانت الظروف البيئية مواتية للفطريات التى تعيش في التربة والتى تلعب رطوبة التربة دوراً أساسياً في حدوثها. أعراض هذه الأمراض تتمثل في تعفن الجذور والجزء الأسفل من السوق مؤدية إلى موت البادرات أو ما يعرف بالخانق. كما أن توالى هطول الأمطار في مرحلة النمو الأولى قد تصاحبه أعراض تقرحات الساق( كانكر) وهو مرض فطرى معروف في مناطق زراعة القطن المختلفة يسببه فطر يعيش على التربة وموجود بكثيرة على الأراضي الطينية.
أما أخطر الأمراض على جميع الأصناف المعروفة فهو مرض الساق الأسود الذى تسببه بكتريا تنتقل بواسطة البذور وبقايا النبات المصاب محدثة تقرحات على السوق وبقع داكنة اللون على الأوراق واللوز. يسبب المرض انخفاض واضح في الإنتاجية وتزيد حدة المرض في المناطق عالية الأمطار.
كما هو متبع بالنسبة لجميع أمراض النبات أن الوقاية منها خير من العلاج. عليه فإن انتقاء البذور الجيدة الخالية من المرض أساس الوقاية وأن معاملة البذور بحامض الكبريتيك يساعد على إزالة الزغب العالق بالبذور ويجعلها صالحة للزراعة بالآلة وكذلك يخلص من الميكروب على سطح البذور.
كم أن معالجة البذور بأحد المعفرات الواقية من مسببات الأمراض والحشرات فية ضمان لإنبات قطن سليم معافى من الإصابة. الجدير بالذكر أن قلع سيقان القطن وحرق مخلفات المحصول هو أحد الركائز الصحية التى يعتمد عليها لمحاربة مرض الساق الأسود في كل المشاريع التى تزرع القطن في السودان.
رابعاً: الآفات الحشرية في القطن المطري:
1- يصاب القطن بعد إنباته في طور البادرات بحشرة أبو دروق، وتعرف أيضاً بخنفساء القطن البرغوثية وتقرض الحشرة الكاملة أوراق القطن وتؤدى إلى تعرية النبات من أوراقه وأحياناً موته وإعادة الزراعية من جديد. ويمكن التغلب عليها بمعفرات البذور الموصى بها( كروزر + استارنر، قاوشو + استارنر، قاوشو+ روكسيل).
2- ديدان اللوز الإفريقية تكافح باستخدام المبيدات المركزة(ULV ) ويجب عدم استخدام مبيدات مجموعة البايروثرويد لتفادى تفاقم حشرة المن.
الدورات الزراعية:
تم إجراء العديد من التجارب على الدورات الزراعية وكانت أهم الدورات كمايلى:
1- دورات تتابع المحصول الواحد لعدة دورات.
2- دورات تعاقب المحصول لثلاث سنوات ( دورة ثلاثية ).
3- دورات تعاقب محاصيل زراعية مختلفة لسنوات عدة ( دورة طويلة الأجل)نتائج دراسة الدورات وضحت أن الدورة الزراعية المثلي تعتمد على زراعة القطن بعد المحاصيل البقويلة أو البور وتفادي زراعة القطن متصلاً أو بعد الذره أو السمسم.
الحصاد (حني القطن)
يحتاج اللقيط اليدوي إلى عمال عالية ووقتاً طويلاً والطريقة المتبعة في البلدان التى تنتج القطن المطري بمساحات كبيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وهي استعمال حاصدات القطن الميكانيكية(Cotton Strippers)
بعد جفاف وسقوط الأوراق. وقد برهنت هذه الطريقة نجاحاً في السودان حيث أجريت تجارب عديدة على لقيط القطن المطري بجبال النوبة وأبو نعامة والدمازين وسمسم وقد أوضحت التجارب التى أجريت بمنطقة الدمازين أن الفاقد الكلى بواسطة الحاصدات
(Cotton Strippers) عند تفتح حوالي 90% من اللوز كان كما يلي:
· الفاقد الكلي 16%
· ما قبل الحصاد 1%
· فواقد النبات 12%
كما أوضحت نتائج منطقة سمسم أن الفاقد الكلي حوالي 9% والحصاد بهذه الطريقة يتطلب نظافة إضافية قبل إدخال المحصول إلى المحلج لإزالة الشوائب من بقايا اللوز والأوراق الجافة . مثل هذه المعدات توجد بمؤسسة الرهد الزراعية جلبت خصيصاً لهذه المهمة.
يمكن استعمال مسقطات الأوراق الكيميائية(Defoliants) للتبكير في إجراء عمليات الحصاد الآلي. أوضحت التجارب بمحطة بحوث أبو نعامة أن إسقاط الأوراق الكامل (100%) عند استعمال مسقطات الأوراق مثل دف(Def) وجرامكسون(Gramaxone) ودوب(Drop) بجرعات وخلطات مختلفة يتم بعد 25-30 يوم من الرش في حين أن النباتات الغير معاملة يتأخر إسقاط أوراقها.
تعليقات
إرسال تعليق