ماتت أمها وهي في عمر ال 12 سنة، وبعد سنتين ماتت أختها الكبيرة... وعانت هي واخواتها الثلاثة ماديا.. واتفقت مع أخت لها إن كل واحدة تصرف سنتين على التانية.. أختها تسافر تدرس الطب في باريس وهي تصرف عليها وبعد سنتين يبدلوا الأدوار..
اشتغلت مربية عند أسرة غنية، وهناك وقعت في حب شاب من هذه الأسرة.. وطبعا رفضت أسرة الشاب إنه يتزوج من فتاه فقيرة ومعدمة وطردوها..
واشتغلت من بيت لبيت، والتزمت باتفاقها مع أختها وانها تصرف عليها.. أختها اتزوجت في باريس، وأرسلت لها دعوة للسفر والدراسة.. وعلشان تريحها من الشغل في البيوت.. رفضت تسافر وكان عندها أمل تتزوج من الشاب الذي رفضت أسرته زواجهم.. وكالعادة يتخلى الشاب عن فتاته لتبدأ رحلتها إلى باريس.
في باريس أجرت أوضة صغيرة، واشتغلت في الدروس الخصوصية علشان تصرف على دراستها، ودخلت جامعة السوربون ودرست الكيمياء والفيزياء والرياضيات. وحياتها بقت دراسة بالنهار، ودروس خصوصية بالليل..
حصلت على شهادة من جامعة السوربون، وعملت أبحاث علمية مهمة في مجال النشاط الإشعاعي. ورجعت بلدها علشان تشتغل في الجامعة هناك.. لكن رفضوا يشغلوها فقط لأنها امرأة..!
رجعت فرنسا تاني تشتغل ليل نهار وأبحاث ودراسات في مجال النشاط الإشعاعي، لتصبح أول امرأة تحصل على درجة أستاذة في جامعة باريس..! ثم أول إمرأة تحصل على جائزة نوبل..!، وحصلت عليها في الفيزياء، ثم أول إمرأة تحصل للمرة الثانية على جائزة نوبل في مجال آخر وهو الكيمياء..!
..
"ماري كوري"، بولندية الأصل.. من فتاة معدمة تعمل ليل نهار. إلى أشهر امرأة في تاريخ أوروبا في القرن الماضي.. عاشت في فرنسا وتعلمت وتزوجت فيها، لكنها لم تفقد إحساسها بهويتها البولندية، وأطلقت على أول عنصر كيميائي من اكتشافها اسم البولونيوم نسبة لبلدها، وأسست معهد لعلاج الأورام بآشعة الراديوم في مسقط رأسها في بولندا يسمى حاليًا باسمها.. لتموت في النهاية متأثرة بأمراض فقر الدم نتيجة تعرضها للإشعاع..
لتثبت "ماري كوري" أن النجاح لا يأتي بالصدفة.. والتميز يحتاج لسنوات من الصبر والعمل والاجتهاد.. تلك هي معايير صناعة العظماء.. بعيدا عن الكسل والتفاهة وانتظار معجزة من السماء..
تعليقات
إرسال تعليق